حرف و مهن

أسرار بسيطة تقوي علاقتك مع المال

4.4
(8)

هل تجد نفسك مجهدا رغم شهريتك الجيدة؟ هل تخاف من فقدان المال؟ هل أنت مبذر جدا أو بخيل جدا؟ أموالك تفتقر إلى الرزق و البركة؟ هل تحس أنك لا تستحق مالا أكثر؟ جميعنا مررنا من هذه العلاقة الصعبة مع المال، فماهي المشكلة؟. هذا المقال جاء خصيصا من أجلك. لنتعرف معا على لب المشكلة و جوهرها الحقيقي. و نرشدك لأسرار بسيطة تقوي علاقتك مع المال بتغيير نظرتك إليه.

العقلية التي تفكر بها تجاه المال

كلنا نستحق المال. كلنا نحبه و نريد منه المزيد، و هذا حق إنساني. و قبل أن تكون المسألة مرتبطة بدراهم و حسابات، بفواتير و حاجيات، هي بالدرجة الأولى مرتبطة بنظرتك، أفكارك و معتقداتك تجاه المال، إنها ما يحدد علاقتك بالمال. كل ماحولك هو مال. بدون مال لن تنعم بسقف يحميك من المطر، ولا بمعطف يقيك من البرد. لولا المال لكنت محروما من كل هذه الضروريات حولك. ولهذا فهو ذو قيمة. أي شخص يقول أنه لايحب المال فهو غير صادق! بكل بساطة لأن الحذاء الذي يلبسه جاء عبر المال، و الفراش الذي ينام عليه جاء من المال. جميعنا نحب أن تكون لدينا أشياء جميلة، منزل الأحلام. سيارة الأحلام، ملابس أنيقة و نحلم برحلة الأحلام إلى جزيرة ساحرة. إنه حقك الإنساني، احلم كما تحب، لأن الأحلام تتحقق. و لهذا نحن نعمل، لنحصل على المال و نحقق أحلامنا الفطرية المشروعة، إنها دليل بشريتنا.
يجد الكثيرون أنفسهم يعانون مع المال، تعمل و تكافح و لا يلبث مالك أن يذهب مع الريح. تشتكي من غياب البركة و لا يخطر ببالك أن المشكلة الحقيقية تكمن في أغلاط تقوم بها دون أن تعيها و هي أغلاط لها علاقة بأفكارك و معتقداتك تجاه المال. في هذا المقال سنذهب مباشرة إلى جذر المشكلة، و هي المعتقدات الخاطئة تجاه المال. لتغير نظرتك إلى المال من نظرة تعيق تقدمك إلى نظرة تنمي علاقتك بالمال نقدم لك هذه الأسرار البسيطة، تأملها جيدا و طبقها في حياتك.

ماهي هذه المعتقدات حتى نستطيع تغييرها؟

الناس الذين لا يحترمون المال ليس لديهم أي شيء ـ غيتي

مشكلتنا مع المال هي مشكلة ذهنية. سواء كنت مسرفا ومبذرا، أو كنت في الإتجاه المعاكس، بخيلا و مقترا. إن الإتجاهين يعكسان خللا في التعامل مع المال، و هذا الخلل هو نتيجة لما نفكر فيه ونتصوره في أذهاننا. سنرى الآن الأفكار الخاطئة في أذهان الناس تجاه المال و التي تعيق نموهم المادي، و تحجب عنهم الوفرة و البركة. العقلية التي تفكر بها تجاه المال تسبق المال. قبل أن تفكر في المال، فكر أولا في نظرتك و تصورك تجاه المال، إن خطأ تلك الأفكار يعيق الرزق و البركة. إليك هذه الأسرار البسيطة.

  • المال ليس تابثا و لا قارا

كثير من الناس يظنون أن الرزق مهدد و سينقطع في أية لحظة، لهذا يقومون بتجميعه درهما درهما و تخزينه ببخل كبير مخافة أن يجدوا أنفسهم يوما ما بلا رزق. يظنون أن ذاك الدرهم هو آخر درهم يُرزقونه. أول مايجب أن تؤمن به، أن المال ليس تابثا و لا قارا. إنه يأتي و يذهب. معناه أن الرزق موجود دائما، و هو لا ينقطع. لأن مصدره هو الخالق. إن هذه الفكرة مهمة جدا وهي أساسية لتغيير معتقداتك الخاطئة تجاه المال. انظر من حولك وستجد أحدا من هؤلاء الناس. تجده يعشق السفر و لا يسافر مخافة أن تنقضي خزينته. و قد يشتهي وجبة شهية في مطعم و يحرم نفسه منها ظنا منه أن تناوله لتلك الوجبة سينقص من رزقه. يعتبر ذلك خسارة رغم توفره على أموال كافية ليشتري و يسافر و يتناول ما يحب. مافائدة المال إن كان لا يساعدك لتعيش حياة النعمة!

  • لابد من التوفير، بلا خوف

التوفير مهمم و ضروري، لكن حين تضع كل مالك جانبا و تخشى من صرفه، فهذا ليس توفيرا بل بخلا. و كلما حرمت نفسك من أمور باستطاعتك التمتع بها و لن يضر من مخزونك المالي كلما ٱزدادت عملية التخزين بطئا و ازداد هوس التعلق بالمال. إنها معادلة واقعية: تخزين المال مع حرمان النفس تعطي المزيد من الإحساس بالخوف والمزيد من الشعور بالفقر و الحرمان حتى و إن كنت تملك الملايين. لأنها طريقة خاطئة و ليست أسلوبا إيجابيا في التعامل مع المال. هذه العقلية المتقشفة تطور مرض التعلق بالمال.

  • خلق المال للإستثمار
خلق المال للإستثمار
خلق المال للاستثمار

هناك من يعتقد أن المال موجود ليس للإنتفاع به أو ٱستثماره بل لتجميعه فقط. إن عقلية التجميع بهوس تحرم من عيش الحياة الطيبة، هي عقلية تخاف من المال. تخاف من ٱنقطاعه، و هي بهذا المعتقد تعيش الفقر حتى و المال موجود. و تنسف الثراء من مناحي حياتها. ٱنظر إلى خوفك و واجهه بثقة بأنك قادر على تدبير إيجابي لمالك.

  • التوازن

لايجب المشي أكثر مما تستطيع. كذلك المال لا تنفقه بلا عدد و فوق طاقتك. قسمه إلى أجزاء. جزء لأساسيات حياتك. جزء للفواتير، جزء للتوفير و الإدخار، و جزء تتمتع به حسب رغباتك. يعاني الأثرياء أيضا من معتقدات تجعل بعضهم بخيلا جدا فلا تظهر عليه نعمة المال، و قد تجعله مبذرا جدا فيفقد كل ماله بسرعة كبيرة. المشكلة في الأفكار الخاطئة تجاه المال. إن نسف هوس التعلق بالمال والخوف من فقدانه يكون عبر التوازن. لاتحمل نفسك فوق طاقتك و لا تنجرف في استهلاك غير متوازن. و تذكر أن من لا يصرف من القليل لن يصرف من الكثير.

  • انتبه لكلماتك

إن كنت من صنف المشتكين. كل وقتك و أنت متذمر، غاضب على تقلبات الحياة، و تقلبات الإقتصاد و تشتكي من الفقر و القلة و أزمات العالم، كن متأكدا أن هذه هي الحقيقة التي ستعيشها حياتك. إن جزء كبيرا من واقعك تصنعه كلماتك. إذا كانت مصطلحاتك تنتمي لمعجم الفقر و الحاجة و الحرمان، فإن علاقتك بالحياة ستعكس المعجم الذي أنت تتكلم من خلاله. حتى و إن كنت تعمل ولديك مالا فستظل تعيش وفق مصطلحاتك المحرومة. لأن في ذهنك هناك صورة لحياتك و هي صورة تغذيها الشكاوي. هكذا تطرد بركة الرزق من حياتك. الكلمات لها قوة، وتأثيرها شديد. لاتستهن بقوة الكلمات.

  • عبر عن استياءك و لا تنغمس فيه

من حقك الشكوى على وضعية مجتمعك الإقتصادية. غلاء الأسعار، تزايد في أثمنة البنزين و الزيت، لكن الشكوى حين لا تغير شيئا تؤذيك! بدلا من الإنغماس في الشكوى قم بمبادرات فعالة كأن تقوم ببعض التغييرات في حياتك اليومية، فبدلا أن تركب سيارتك للعمل، خذ وسيلة نقل كالترامواي مثلا. و بدلا من أن تستخدمي كأسا من الزيت في وجبتك ٱستخدمي ملعقة زيت. لا تضيع طاقتك في الشكاوي و الدموع على الشبكات الإجتماعية، فكر في إرشاد ٱستهلاكك. الطاقة السلبية شئ يستنفذ مخزونك المالي. ساعد نفسك باتخاذ قرارات تعينك على تدبير ناجح لمالك.

  • الشكر و الإمتنان

أظهر ٱمتنانك لله. ٱشكره للنعم التي تعرفها و لا تعرفها. ٱشكره على أبسط شئ لديك، ٱجعل الشكر و الإمتنان عادتك اليومية. إن طاقة الشكر ساحرة بشكل لا يعيه الإنسان. إنها تغير بفعالية جميع معتقداتك السلبية تجاه الحياة و تغير أفكارك المغلوطة تجاه المال. و تنشر الرزق المبارك على حياتك. كلما شكرت كلما ارتاحت نفسك و صفى ذهنك و ظهرت طرقا أفضل في حياتك. قدر نعمك الصغيرة و الكبيرة.

  • ابتعد عن الأفلام الاجتماعية التي تكرس المعتقدات الخاطئة عن المال

كثير من المسلسلات تصور للمشاهد قصص العائلات الفقيرة ومقارنتها بالعائلات الغنية. نجد دائما صورة الأسرة الفقيرة التي تعيش بسعادة و ترابط بين أبنائها. و صورة عكسية للأسرة الغنية التي دوما ما يكون أبناءها مدمرين و علاقاتهم مع ذويهم ممزقة. يعيشون حياة فاشلة، اضطرابات نفسية و معاناة و فساد.
ٱستبدل هذه النوعية من المسلسلات التي تكرس عقلية الفقر في ذهنك و ٱبحث عما يغذي عقلية الثراء لديك.

  • تريد أن يزداد مالك لكن لاوعيك يختار أن يظل في مكانه

تريد أن تكون غنيا لكنك تظل دوما في مكانك. لأن لاوعيك اختار أن يظل في مكانه. هناك برمجة قديمة تغذي عقلية تخبرنا أن المال الزائد هو ابتلاء لصاحبه، و ينسون أن نقصانه ابتلاء أيضا. ما عليك سوى نسف هذه المعتقدات و إعادة زرع أفكار إيجابية عن المال في ذهنك.

  • تحب المال، أنت لست طماعا!
تحب المال، أنت لست طماعا!
علاقتك مع المال: تحب المال، أنت لست طماعا!

هل قابلت يوما من تخبره بحلمك بأن تحصل على المزيد من المال فيقول عنك أنك طماع! ٱستبدل هذا الصديق بآخر. إن رفاقك لهم تأثير عليك خصوصا إن كنت في مقتبل العمر. كل منا يأتي بشئ عميق من أسرته تبرمج عليها وعيا أو بدون وعي. ليس طمعا أن تفكر وتحلم بمستوى حياة جيدة. لا علاقة لرغبتك المشروعة في الثراء بشيئ مثل الطمع. العقلية السلبية تجاه المال ترى طمعا في حق مشروع. عقلية تحس بالذنب كلما فكرت في المال.

  • ثق باستحقاقك للمال

تستحق أن تعيش كما تحب، و أن تعيل أسرتك وتمنحهم الحياة الطيبة. تستحق أن يكون لديك المال وفائض المال أيضا. آمن بأنك تستحق المال. هناك أسر ربوا أبناءهم على عدم الإستحقاق. قد يوبخون إبنا لهم يحلم بأن يكون غنيا فيقولون له عش كما عاش والدك. سر بجانب الحائط الذي سار فيه والدك. إنهم لايرون إبنهم هذا يستحق الثراء لأنهم يعتبرون الفقر إرثا ورثوه من عائلاتهم، لا يتصورون أنفسهم قادرين على الخروج من حدود فقر ذويهم و كأن ذلك قدر عائلي. إنها ذهنية سلبية، و هي إحدى تلك المعتقدات الخاطئة فلا تقع في فخها.

  • المشقة نسبية و ليست مطلقة

هل شعرت بالغيرة من الناجحين في مجال المال! من شاب صغير مشهور في اليوتيوب و غني! من فنان تراه لا يقوم بمجهود شاق و يعيش في وفرة المال! كلنا مررنا بهذا الإحساس. و هل قامت الغيرة بإيذاء من تغار منهم، طبعا لا. لقد آذيت نفسك فقط! من أين جاءت هذه الغيرة؟ هل فكرت في ذلك. إنها نتيجة فكرة في ذهنك، معتقد آمنت به. يقول هذا المعتقد أن المال لا بد أن تحصل عليه بمشقة و صعوبة. إذا لم تعاني وتتعب كثيرا فلن يأتي هذا المال. ٱنطلاقا من هذا المعتقد أنت ترى هؤلاء الناجحين ماليا و تحكم بأنهم لايستحقون ذاك المال. توقف عن الأحكام تجاه نجاحات الآخرين المادية. الحقيقة أنه لايوجد عمل من دون مجهود. فالناجح في اليوتيوب بغض النظر عن محتواه قدم مجهودا. إن التصوير مجهود و السهر في إعداد محتوى مجهود. و ذاك الفنان أيضا استثمر مجهودا. أي حرفة و مهنة في جميع المجالات إلا و يرافقها كمية من المجهود. الواقع، أننا اخترنا أعمالنا و مجالات حرفنا، و مهما كانت أعمالنا بسيطة فهي لا تتحقق بدون مجهود. بدلا من النظر إلى نجاحات الآخرين، فكر في تحقيق نجاحك!

  • إستمع لتوكيدات خاصة بالمال

بين آلاف التوكيدات في في عالم الويب، اختر صوتا لطيفا ترتاح له و استمع لهذه التوكيدات الخاصة بالمال، من الأفضل في لحظات هادئة ليلا قبل النوم. مهمة هذه التوكيدات أن تغير علاقتك السلبية تجاه المال، و تغير برمجتك السابقة في لاوعيك إلى برمجة سليمة تمنحك أفكارا إيجابية عن المال.

أخيرا، قدمنا هذه الأسرار البسيطة التي تغير نظرتك إلى المال و تحقق لك علاقة قوية معه. ربما تندهش لكون المسألة نابعة من داخلك و ليس من أحد آخر. المال يعمل على تسهيل الكثير من الأمور في حياتنا. و هذه هي أهميته. ٱشتغل على تغيير معتقداتك السلبية تجاه المال لتحقيق الوفرة. غير تصرفاتك تجاه المال و سترى الرزق و البركة في حياتك.

شارك المقال في شبكتك الإجتماعية، سيستفيد منه الآخرون، و ستشجع موقعنا في محركات البحث. قم بالتسجيل في نشرتنا الإخبارية ليصلك جديدنا.

تعرف على طرق التوفير و الادخار:
أفضل الطرق تساعدك على توفير و ادخار المال
أفضل النصائح العملية للإدخار و توفير المال

ما مدى فائدة هذا المقال؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 4.4 / 5. عدد الأصوات: 8

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يضع تقييم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى