سياحة و سفر
مقال متميز

ماذا تعرف عن المعمار المغربي

5
(6)

أي زائر للمغرب إلا و يأسره المعمار المغربي و تدهشه الزخرفة المغربية، إنه كنز لا تنته مفاجآته الجميلة. وهو شئ يفتخر به المغاربة و يعززونه في بيوتهم. سوف تندهش لحجم هذا الجمال، أحب أن أشاركك هذا الشغف، لهذا أدعوك للسفر معي على أجنحة هذا المقال لتكتشف فن المعمار المغربي الفريد و المدهش.

المعمار المغربي إنتاج ثقافي و إرث فريد

يعتبر الفن المعماري المغربي إرثاً ثقافياً مهماً يعكس تاريخ المملكة المغربية وثقافتها العريقة. وتشتهر المباني والأسواق والمساجد والمدارس والقصور في المغرب بتصاميمها الرائعة والمعقدة التي تحمل في طياتها مزيجاً من المهارات القديمة و الحديثة على الطراز المغربي الذي لا تخطئه العيون.
يعود الفن المعماري المغربي إلى قرون سحيقة حيث تم بناء الكثير من المنازل والمنشآت العامة باستخدام الطوب الطيني والحجر والخشب. إن أمثلة هذا المعمار و فنون الهندسة و الزخارف المغربية عديدة و هي شهيرة عالميا و حظي بعضها بصفة التراث العالمي من طرف اليونيسكو.
الفقرة الموالية سأخبرك عن شذرات من هذا التاريخ للمعمار المغربي، الشئ الجميل أن جميع الدول المغربية التي حكمت البلاد قدمت الكثير لهذا المعمار و ثمنت من فرادة الحضارة المغربية. تابع القراءة و اكتشف مغرب الألوان و الذوق الجميل.

الفن المعماري المغربي في العصر المرابطي

المرابطون هم قبائل أمازيغية صنهاجية من منطقة كلميم في الصحراء المغربية. و لقد أسسوا دولة مركزية و امبراطورية مغربية قوية حكمت من الأندلس إلى السينغال. لقد تميز العصر المرابطي باهتمام كبير بالمنشآت و بناء المدن التي ظلت تحمل ذكراهم كمدينة مراكش التي بناها الملك المرابطي الأمازيغي يوسف بن تاشفين باقتراح من زوجته الملكة زينب تانفزاوت. و من ثم لم تتوقف مدينة مراكش عن إبداء جمالها المعماري و تحفها الفنية إلى اليوم.
لقد ترك المرابطون أثرًا ملحوظًا على الفن المعماري في المغرب التي تظهر في عدد كبير من المعالم الأثرية التي تميزت بجمالها وتعبيرها الفني الرفيع. تميز المعمار المغربي في هذا العصر بالتوازن والتناسق في التصميم والتفاصيل الزخرفية الجميلة التي تضفي على المعالم الأثرية جمالًا فريدًا وأصالةً تاريخية. وقد تم استخدام الأشكال الهندسية المختلفة، مثل القبة والمنحنى والزاوية، لإنشاء المعالم الأثرية وتزيينها بالزخارف الجميلة التي تعبر عن الحضارة المغربية الغنية و الأصيلة. الأسطر التالية تحمل بعض الأمثلة لهذا المعمار المرابطي و دوره في دعم الفن الهندسي و الزخرفي المغربي.

قصبة الأوداية

هي في الأصل قلعة محصنة، تم تشييدها من طرف المرابطين على الضفة الجنوبية لنهر بورقراق في مدينة الرباط. اهتم المرابطون بتشييد القلاع و الحصون لأغراض حربية دفاعية في جميع التراب الوطني مثل “قلعة بن تودة” بمدينة فاس.

أسوار و أبواب مراكش

أسوار مرابطية ضخمة شيدت في أوائل القرن 12م. وهي مثال للمعمار الحربي المتين لحماية المدينة. تضم هذه الأسوار أبوابا ضخمة و هي: باب فاس، باب الدباغ، باب أيلان، باب أغمات، باب ينتان، باب الصليحة، باب نفيس، باب الشريعة، باب المخزن، باب العريسة، باب مصوفة، وباب تغزوت.

جامع القرويين

كما اهتم المرابطون بالمعمار الحربي اهتموا بشكل هام بالمعمار الثقافي والديني. جامع القرويين بفاس إحدى أهم المنشآت المعمارية للمرابطين. جمعت فنون الهندسة المغربية و الزخارف الأنيقة في طابع علمي و ثقافي جميل.

القباب

القباب في العصر المرابطي تعتبر من روائع الفن المعماري المغربي، مثل “قبة الأمير علي بن يوسف” بمدينة مراكش والشاهدة على شموخ المرابطين في ميدان الفن المعماري الجميل، وفن الزخرفة المغربية، و”قبة البرادعين” بمدينة مراكش.

الفن المعماري المغربي في العصر الموحدي

يشكل الفن المعماري في عصر الموحدين في المغرب فترة فنية هامة، حيث تم تطويرها واستخدامها للتعبير عن الهوية والثقافة المغربية. في العصر الموحدي تم بناء العديد من القلاع والحصون التي تستخدم للدفاع عن المدن والمواقع الاستراتيجية، كما تم بناء المدارس والجوامع والمستشفيات وغيرها من المنشآت العامة التي تم استخدامها لخدمة المجتمع. يعتبر فن المعمار في هذا العصر مزيجًا من العناصر المغربية و تأثير التصورات الإسلامية. تميز بطابعه البسيط والجميل، حيث استخدمت الحجارة والطوب الأحمر والأبيض بشكل رئيسي لبناء المباني والمنشآت العامة. كما اعتمد الفن المعماري على الزخرفة الدقيقة والأشكال الهندسية الجميلة. إن الموحدين الأمازيغ كانت لهم رؤية دينية خاصة طبعت كل شئ في عصرهم و بصماتهم الفكرية ألقت بظلالها على المعمار في عصرهم. البساطة و القوة و جمال الزخارف المعتمدة على الخطوط الهندسية هي أكثر ما ميز المعمار المغربي في العصر الموحدي. بشكل عام، يعد الفن المعماري في عصر الموحدين في المغرب فنًا رائعًا وجميلًا يعكس الثقافة والهوية المغربية، ويمثل إرثًا ثقافيًا مهمًا للبلاد وللعالم أجمع. إليك بعض الأمثلة التي تمزج البساطة، القوة و الجمال في المعمار المغربي الموحدي.

جامع الكتبية

أيقونة مدينة مراكش بالقرب من ساحة جامع الفنا. بني في القرن 12م. تصميم الجامع وفي لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي. تتميز صومعته بزخارف نباتية، وهندسية وكتابية.

صومعة حسان

بنيت في العصر المحدي في القرن 12م بأمر من السلطان يعقوب المنصور الذي أراد بناء أكبر مسجد في العالم آنذاك، لكن المنية وافته و البناء في بدايته، ثم دمر زلزال الرباط سنة 1755 ما تم بناؤه من المسجد فظلت الصومعة شاهدة إلى اليوم على ذاك البناء الضخم.

أسوار و أبواب الرباط

عظمة التاريخ يتم استشعاره فقط بالوقوف أمام هذه الأبواب و الأسوار. لقد بنى الموحدون مدينة الرباط و تركوا آثارهم شاهدة على معمار يحمل فخامة الحضارة المغربية و رجالاتها السياسيين و الصناع و المهندسين و الحرفيين.

الفن المعماري المغربي في العصر المريني

المرينيون هم من أمازيغ زناتة شمال المغرب. تميز العهد المريني بتحف معمارية رائعة الجمال. تنتصب لحد اليوم و تحظى بعناية مستمرة. أسس المرينيون مدارس و قصور و مساجد تحمل بصمتهم الفنية الرائدة. تعكس المنشآت المعمارية التي بناها المرينيون في المغرب العلاقات الثقافية القوية التي كانت موجودة بين المغرب والأندلس خاصة في تلك الفترة. ويعد هذا الفن المعماري إرثًا ثمينًا يحظى بالاهتمام والتقدير حتى يومنا هذا، ويمثل مصدرًا للإلهام والإبداع للفنانين والمهتمين بالفنون المعمارية. المعمار المريني يمتاز بأسلوب خاص و منشآتهم كلها حضرية و لم يقدموا أي بناء في المجال القروي. فيما يلي تعرف على بعض هذه المنشآت المرينية:

المدرسة البوعنانية

المدرسة البوعنانية في مكناس تتميز بتصميماتها الفريدة والجميلة، واستخدام الخطوط المنحنية والأشكال الهندسية المتنوعة. إنها آية من آيات المعمار المريني المتميز.

قصبة تطوان 

القصبة شيدها المرينيون سنة 1287م، معمارها مغربي أندلسي، ظلت شامخة لليوم. بها بابان، باب المشور و باب قوس أحفير.

إن هذه الدول الثلاث حافظت على الإنتاج المعماري القديم المتوارث و أسست للطراز المعماري المغربي بفنية عالية و فرادة حضارية و وجهت الأصالة المغربية لكل من سيأتي بعدها.

معالم معمارية مغربية

سواء كانت أبواب أو رياضات و قصور فإن الزخارف المغربية بهيجة و تعكس ألوانها حب الحياة في المغرب.

الزليج، الجبص، الخشب، مواد و تقنيات ملهمة تبدع أجمل اللوحات الفنية التي تسحر الأحاسيس.

خلاصة: لن يسع مقال كل هذه المنشآت الرائعة، لكنه يحمل إليك هذا العطر الفخور للحضارة المغربية. كل ما تقدم هو جزء من بحر غزير العطاء وفريد الإنتاج، بحر من الآثار الشامخة للحضارة المغربية التي تصيب الزائر بالإعجاب و الذهول. يفتخر المغاربة بحضارتهم وبصناعهم الحرفيين لأنهم شعب وفي لتراثهم المبدع الأصيل. و إن كنت تحب زيارة المغرب فألوان الحياة ترحب بك!
تعرف أكثر على الحضارة المغربية عبر المواضيع التالية:

أفضل المعالم الجذابة في مكناس
أجمل أغطية الرأس المغربية
أجمل السقايات المغربية
6 أهم مواقع أثرية في المغرب

ما مدى فائدة هذا المقال؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 6

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يضع تقييم.

خديجة يكن

قصاصة وروائية. كاتبة مقالات. مغربية أبدية، حالمة أبدية، أشارككم أفضل ٱكتشافاتي في مختلف المجالات الخاصة بالمغرب. بفضل هذا الموقع يمكنك أن تجد مقالات مثل الخطط الجيدة. تابعني في شغفي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى