منوعات
مقال متميز

5 مواقف عليك أن تصمت فيها

5
(3)

هل تعرف أن الصمت يكون أكثر جاذبية من الكلام؟ و هل تعرف متى عليك أن تصمت؟ في هذا المقال ستكتشف كيف يكون الصمت هو الإختيار الحكيم، و كيف تجعل منه حليف راحتك. إليك إذن مواقف عليك أن تصمت فيها.

قوة الصمت المدهشة

تكلم الكثير من الفلسفة عن الصمت، و تحدث الأنبياء عن حكمة الصمت، وذلك يعني أن الصمت موضوع مهم. لولا أهميته لما حصد كل هذه القيمة و هذا الإهتمام من طرف الحكماء من كل الثقافات و الأديان. في الثقافة الإسلامية كلمات مأثورة عن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم يثمن الصمت ويجعله بديلا عن الكلام المؤذي، فقد قال: ” قل خيرا أو اصمت”. اليوم سنتعرف على قوة الصمت المدهشة، و كيف يكون الصمت اختيارك الجيد فعلا، و في أي مواقف عليك أن تصمت فيها.

عند الغضب

الصمت الجيد أفضل من النقاش السيئ. مثل روسي

الثقافة الشعبية كما الثقافة الدينية زاخرة بمعاني حكيمة في حالات الغضب. أولا يجب أن تكون لدينا قناعة أن كل شخص لديه الحق في الغضب، إنه شعور طبيعي و هو مؤلم لصاحبه. أكيد أن هناك سبب يدفع للغضب لكن مهما كان السبب مفهوما فهذا لا يعني أبدا أن لدينا الحرية في إيذاء الآخرين لأننا غاضبين. الغضب المذموم هو الذي يفقد فيها الشخص السيطرة، تنفلت الأعصاب و يقول أو يتصرف بما سيندم عليه فيما بعد. سترتاح النفس و يبرد الغضب لكن بعد أن خلف خسائر مهمة. فيكون الأوان قد فات لجبر الخواطر و إصلاح الخسائر.

الغضب يجعل أعصابك في أسوء حالاتها، ذلك يدفع للكلام بسلبية و قد تلحق الأذى بعلاقتك مع الآخرين، في هذا الموقف خذ مساحة من الإبتعاد، تراجع عن أي محاولة للإجابة، لأن كلامك سيكون انفجارا. حين تصمت ذلك يعطيك فرصة للهدوء و التفكير بشكل أفضل، كما يمنح للطرف الآخر فرصة لتهدئة غضبه.
لهذا من المهم اختيار الصمت عند الغضب، فكلامنا لن يكون خيرا، الصمت في هذا الموقف هو الإختيار الإيجابي.
عند الغضب اشرب الماء، إن كنت واقفا إجلس، و إن كنت جالسا قف. اخرج من المكان المليئ بالطاقة الغاضبة، بالدارجة ” بدّل ساعة بأخرى”.

حين يكون عليك الإنصات

تعرف على كيفية الاستماع، وتأكد من أن الصمت غالبًا ما ينتج عنه نفس تأثير العلم ـ نابوليون بونابارت

أغلبنا يحب الكلام، هناك من لا يتوقف لساعات من الكلام. لا يهم المناسبة أو كمية الناس من حوله، المهم أن يتكلم و يأخذ الحصة الأكبر من الوقت في شئ إسمه الثرثرة.
في مجتمعاتنا البشرية نظن أن الكلام هو الأكثر حضورا و الأكثر أهمية من كل شئ، بينما الحقيقة أن الصمت لا يقل أبدا في أهميته.
الإنصات و الإستماع للآخر يمنحك فرصة للتعلم، لأنك إن كنت فقط تتكلم فأنت لن تتعلم شيئا جديدا، فكل ما تقوله هو ماتعرفه مسبقا.
الإنصات و الإستماع للآخر يمنحك فرصة الفهم الجيد لما يعنيه الآخر و ما يقصده فعلا بكلامه، فتكون إجابتك موفقة وكلامك ذو معنى لأنك فهمت ما يقوله الآخر و يقصده.
الإنصات و الإستماع يعطي للآخر الإحساس بالراحة لكونك تحترم رأيه و تهتم بوجهة نظره وهذا يوطد أكثر العلاقات.
الإنصات و الإستماع للآخر دون مقاطعة هو قمة الأخلاق ودليل ثقتك بذاتك. و هو شئ نتعلمه و نكتسبه و نتدرب عليه. تذكر هذا المثل الدارجي الذي سيساعدك أثناء التداريب على الصمت، ” اللي فيه الفز كيقفز”.

حين يكون عليك أن تفكر

الصمت صديق لا يخون أبدًا ـ كونفوشيوس

أصعب شئ قد يحصل في حياتك هو أن تأخذ قرارا دون تفكير مما قد يؤدي إلى الندم. كم من شخص قال لا بدلا من نعم، أو قال نعم بدلا من لا. صحيح أنك في الحياة تجرب الكثير من الظروف المتغيرة و الأحوال التي لا تظل أبدا في مكانها و لكن كم كنت ستجنب نفسك مشاعر حزينة بسبب قرار غير مناسب. و السبب هو أنك لم تختر الصمت.
من المهم أخذ وقت للتفكير قبل الإجابة و التصرف في موضوع قد يكون مصيريا في حياتك. حين تعطي لنفسك فترة من الصمت فأنت في الواقع تدخل في تأمل، تنظف ذهنك من كل الأشياء التي قد تعميك عن رؤية جوهر الموضوع. الصمت يرفع الحجب عن فكرك، ينظفه من السحاب وتنقشع الصورة واضحة أمامك. هذا هو دور اختيار الصمت من أجل التفكير قبل تقديم إجابة أو اتخاذ قرار مهم. تبعد الضجيج عن عقلك و الملهيات من حولك و تركز على الموضوع الذي عليك أخذ قرار في شأنه. لهذا فالصمت حكمة، يساعدك في تجنب الوقوع في الأخطاء و الندم بسبب السرعة في الإجابة أو التصرف في المواقف المهمة.

حين يكون عليك احترام خصوصية الآخرين

بعض الأمور التي تدخل في خصوصيات الآخرين ليس علينا الحديث أو السؤال عنها. الصمت في هذا الموقف حكمة. أسوء شئ هو إحراج الآخر عبر سؤاله عن أمر بالغ الخصوصية كالراتب الذي يتقاضاه، أو مشكلة عائلية، أو أي كلام آخر فيه إحراج.
الصمت في هذه الحالة هو خلق و دليل احترامك لخصوصيات الآخرين و أسرارهم الخاصة. أكيد أنت أيضا لا تحب أن يتطفل أحد على خصوصياتك ولا أن يحاول دفعك للكلام عن أسرارك.

حين يكون عليك التمتع بلحظتك

تنمو الأشجار والزهور والعشب في صمت. انظر إلى النجوم والقمر والشمس، كيف تتحرك بصمت ـ الأم تيريزا

عالمنا مليئ أكثر من أي وقت مضى بوسائل الترفيه اليومية. الحقيقة أنه يمكن للحظة جلوس مع أنفسنا أن تكون مجزية جدا. ليس بالضرورة نتمتع فقط حين نكون محاطين بالضوضاء و الناس من حولنا. أحيانا تكون جلسة صامتة كافية مع كل البساطة التي تحيطها.
جلسة وسط الصمت يجعلك تلاحظ التفاصيل الصغيرة من حولك و التي لا تعرف بوجودها حين تكون مستغرقا في الكلام أو الإستماع للآخرين. الصمت يجعلك تتأمل تلك التفاصيل و تشعر بوجودها، ذلك ينظف فكرك و مشاعرك. الصمت قوة حقيقية لتذوق الحياة، إنه حليف راحتك، تذكر هذه المقولة الشعبية ” تصنت لعظامك”.

أخيرا، يظهر أن للصمت قوة غالبا ما نجهلها. إنه أحد الوسائل لتحقيق حياة أفضل بعيدا عن مشاكل مجانية بسبب كثرة الكلام أو الكلام في مواقف غير مناسبة. حين نطبق الصمت في هذه المواقف فنحن بذلك نبني علاقات أكثر صحة، و نرتبط بشكل سليم مع كل ما يحيط بنا. إذن استخدم الصمت من أجل تحسين حياتك و حياة الآخرين. تدرب على استخدام الصمت، قوة الصمت قد تدهشك !

تعرف على:
كيف تسكتين الصوت السلبي في داخلك
أفضل الطرق لعيش الحياة التي تستحقها
دع القلق وٱنطلق في الحياة
أفضل قنوات التطوير الذاتي باللهجة المغربية
أفضل طريقة لتتخلص من التماطل نهائيا

ما مدى فائدة هذا المقال؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 3

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يضع تقييم.

خديجة يكن

قصاصة وروائية. كاتبة مقالات. مغربية أبدية، حالمة أبدية، أشارككم أفضل ٱكتشافاتي في مختلف المجالات الخاصة بالمغرب. بفضل هذا الموقع يمكنك أن تجد مقالات مثل الخطط الجيدة. تابعني في شغفي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى