منوعات

أجمل 3 أساطير مغربية

4.5
(10)

فقط مع الحكايات تشعر البيوت بالدفئ، وقد قال أحد الحكماء أن شعبا لايحكي هو شعب يموت بالبرد. والمغرب بلد الأساطير الرائعة التي سكنت وجدان هذا الشعب العريق في شمال أفريقيا. ندعوكم في هذا المقال لٱكتشاف أجمل الحكايات الأمازيغية، الأقدم و الأكثر مغامرة.

ماهي الأسطورة؟

الأسطورة هي بناء خيالي يهدف إلى شرح الظواهر الكونية أو الاجتماعية وقبل كل شيء تأسيس ممارسة اجتماعية وفقًا للقيم الأساسية للمجتمع الذي يبحث عن تماسكه. فهي رواية ذات طبيعة رائعة، حيث تتحول الحقائق التاريخية عن طريق الخيال الشعبي أو الاختراع الشعري. وقد تكون مآثر شخص ما محفوظة في الذاكرة الجماعية: أسطورة أونامير. غالبا ما تتحول شخصية أو مرحلة تاريخية ما إلى أسطورة تفسر تلك المرحلة أو تلك الشخصية. تصور الأسطورة كائنات تجسد في شكل رمزي قوى الطبيعة وجوانب الحالة البشرية. تقدم الأسطورة شرحًا لجوانب أساسية معينة من العالم والمجتمع الذي صاغ أو ينقل هذه الأساطير، مثل:

ـ نشأة الكون وخلق العالم.
ـ أصل الإنسان وعلاقته بالخالق، السماء، بالآخر في مجتمعه أو المجتمعات الأخرى.
يتم دراسة الأساطير عبر علم الميثولوجيا.

مغرب الأساطير والحكايات

الأسطورة هي قصة حقائق أو مغامرات خيالية. غالبا ما تكون طويلة. سواء كان يهدف إلى الترفيه أو التنوير، فإنه يحمل في طياته قوة عاطفية أو فلسفية قوية. تتميز الأسطورة عن باقي الأجناس الأدبية من خلال قبول اللامعقولية الخاصة بهذا النوع الرائع. في المغرب هناك حكايات وأساطير قديمة قدم الأرض المغربية. كثير من هذه الأساطير ظلت شفوية تحكى لتسمع. يتسامر حولها الناس في البيوت بين الكبار والصغار، ومع الزمن صارت هذه الأساطير والحكايات تتعرض للنسيان فتم جمع العديد من هذه الأساطير المنقولة شفهياً وإعادة كتابتها في كتب لتظل محفوظة من الضياع.

الأسطورة الأمازيغية القديمة هي نتاج الشعب الأمازيغي الذي حول حقائق تاريخية عن طريق الخيال الشعبي، فمثلا أسطورة لاميا هي حقيقة موجودة، فلاميا هي سيدة أمازيغية ٱبنة ملك كان يحكم شمال أفريقيا تم قتل أبنائها فٱنعزلت عن الناس في كهف حتى أصيبت بالجنون. هذا هو الجزء الحقيقي، لكن الأمازيغ حولوها بخيالهم إلى عفريتة تخطف الأطفال وترعبهم فكانت الأمهات الأمازيغيات قديما يهددن أبناءهن الذين لا يريدون النوم بأن العفريتة لاميا تخطف الأطفال الذين لا ينامون. أما الإغريق الذين كانوا قديما قريبين من الشعب الأمازيغي، فقد أضافوا رموزا أخرى لقصة لاميا حيث جعلوها زوجة الإله زيوس الذي تزوج لاميا، فٱنتقمت منها هيرا زوجته الأولى بأن قتلت جميع أبناء لاميا، فما كان من لاميا إلا أن ٱنتقمت من كل أبناء الإغريق، فكانت تقتلهم بصمت. فتحولت عند الإغريق إلى إلهة الرعب.
إن الأسطورة تتميز في كثير من الحالات بانطلاقها من حقائق ثم تتحول إلى غرائب وأحداث لامعقولة مما يبرز شغف الإنسان الأمازيغي بالحكايات الخارقة للطبيعة. غالبا ما ترتبط الأسطورة بمعتقدات في عالم إلهي، فنجد آلهة و ربات كما هي في أسطورة الإلهة لاميا. والأمازيغ أسسوا لمعتقداتهم الدينية القديمة العديد من الأساطير والحكايات التي بصمت حضورهم المتميز في عالم الحكي الخيالي الذي تم الحفاظ عليه في الوعي الجمعي للمغاربة بل وتحولت رموزها القديمة وفق التحول الديني للأمازيغ فعاشت تلك الحكايات والأساطير في الوجدان المغربي، وٱنتقلت من اللغة الأمازيغية إلى الدارجة المغربية ثم عبر الترجمة إلى باقي اللغات العالمية.

أسطورة حمو أونامير

لعل هذه الأسطورة هي الأشهر والأكثر تميزا بين الأساطير الأمازيغية التي ينفرد بها المغرب عن غيره من الدول المغاربية. إنها شهيرة لدرجة أنه لا يخلو بيت مغربي من أمسيات الإستئناس بمغامرات أونامير الغرائبية.
تحكي الأسطورة عن صبي لأم أرملة. كان الصبي كلما ذهب الى الجامع يلاحظ الفقيه أن يديه كل مرة تكون مخضبة بالحناء. فٱعتقد الفقيه أن الصبي يقضي وقته في اللعب بالحناء فعاقبه. لكن في المرة المقبلة لاحظ أن رسم الخضاب مختلف عن الأول فتعجب. فسأل الصبي الذي قال بأنه حين يستيقظ يجد يديه مخضبتان. طلب منه الفقيه أن يظل مستيقظا ولا ينام وحين يرى من يضع له الحناء يمسك به.
لم ينم أونامير وفعلا رأى فتاة ساحرة الجمال تخضب يديه فأمسك بها، رجته أن يطلق سراحها لأن والدها رجل عجوز ينتظرها في أبراج عالية في السماء. لكن أونامير رفض فطلب منها أن تتزوجه، قبلت على شرط ألا يعلم أحد بوجودها حتى ولو كانت أمه. طلبت منه أن يبني لها بيتا به سبع غرف وكل غرفة لها باب وهي تسكن في الغرفة السابعة ولن يصل إليها إلا بمفتاح يفتح الأبواب السبعة. قبل أونامير بالشرط وأخفى المفتاح في مكان سري. وفي أحد الأيام سيخرج أونامير للصيد وأمه ستبحث عن المفتاح لتعرف ما يخفيه ابنها عنها. وبمساعدة الديك ستجده فتفتح الباب. حينئذ وجدت الفتاة فقامت بشتمها وطلبت منها الإبتعاد عن ابنها. بقيت الفتاة تبكي إلى أن سالت دموعها وغمرت باقي الغرف. جاء أونامير. فتح الأبواب وفي كل مرة كان يجد المياه تملأ الغرف إلى أن وصل الغرفة السابعة فوجد زوجته وسط الدموع فسألها ما بها فحكت له ما حصل وقالت له: افتح لي يا أونامير كوة في الحائط فأنا أختنق من شدة الحزن.
شق أونانير فتحة في الحائط فإذا بالفتاة تتحول إلى حمام طار عبر الكوة. حاول أونامير الإمساك بها لكنها انفلتت وبقي خاتمها في يده. فقالت له: “إن كنت تريدني ستجدني في الأبراج الذهبية في السماء السابعة، وليكن خاتمي دليلك إلي، وداعا أيها العاشق المجنون”.
هكذا تبدأ ملحمة أونامير في رحلة عجيبة للبحث عن زوجته.

أسطورة لولجا

تحكي الأسطورة عن طفلة جميلة ذهبت تحطب مع فتيات القرية لكنها تأخرت في العودة بسبب أن الحبل الذي يجمع حطبها ينفلت فتظل مشغولة بجمعه حتى تأخرت كثيرا فضاعت في الغابة. كانت هناك غولة في الجوار ظلت تراقب الطفلة ثم سرعان ما أشفقت عليها فاخذتها في حضنها وذهبت بها إلى بيتها تعتني بها إلى أن كبرت لولجا وصارت فتاة بالغة الجمال. وفي المدينة كان إبن أحد أقرباء لولجا قد عاد من سفره فأخبره الناس أن لولجا قد ضاعت في الغابة. أخذ الشاب فرسه وبدأ يبحث عنها في الغابة إلى أن وصل أرضا بعيدة، فسمع شجرة تبكي فقال لها: ما يبكيك سيدتي الشجرة؟. فقالت له: أبكي لأن لولجا مرت بجانبي.
فٱستمر الفارس في طريقه متأكدا بأنه يقتفي أثر لولجا في المكان الصحيح، وتستمر حكاية البحث عبر مغامرات عجيبة.

أسطورة تسليت ن أونزار ـ زوجة المطر

تحكي الأسطورة عن “أنزار” إله المطر في الميثولوجيا الأمازيغية، كان ينزل إلى الأرض ليراقب فتاة جميلة كانت تعشق الماء. فكانت كل يوم تغتسل بمياه النهر. أغرم بها الإله أنزار. فقرر الزواج بها. وفي يوم نزل إلى الأرض على هيأة أمير وسيم يلبس أجمل الملابس. فطلب من الفتاة الجميلة أن تقبل به زوجا وأخبرها أنه الإله أنزار. لكن الفتاة رفضت الزواج به. رحل أنزار غاضبا. وفي الصباح استفاقت الفتاة لتجد النهر وقد جف. فبدأت تبكي. وعم الجفاف الأرض فجاء الناس من كل الجهات يستعطفنها ويرجونها لقبول الزواج بأنزار حتى ينقذهم بالمطر. فقبلت الفتاة. حينها نزل أنزار سعيدا وأخذ معه زوجته الجميلة فصب على الأرض مطرا غزيرا وكان كلما نزل إلى الأرض ترافقه زوجته على شكل قوس قزح.

ـ

ما مدى فائدة هذا المقال؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 4.5 / 5. عدد الأصوات: 10

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يضع تقييم.

خديجة يكن

قصاصة وروائية. كاتبة مقالات. مغربية أبدية، حالمة أبدية، أشارككم أفضل ٱكتشافاتي في مختلف المجالات الخاصة بالمغرب. بفضل هذا الموقع يمكنك أن تجد مقالات مثل الخطط الجيدة. تابعني في شغفي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى