منوعات
مقال متميز

إبين ألكسندر: أشهر تجربة الاقتراب من الموت

5
(2)

هل سمعت عن تجربة الاقتراب من الموت؟ لا يموت الراحلون بشكل نهائي، هذه هي رسالة هذه التجارب الفريدة. سأحكي لك عن إحدى أهم هذه التجارب. سوف تكون هذه المقالة إضافة لمعلوماتك حول هذا الموضوع، و ستشعر بأنها مختلفة بسبب تميز صاحبها. رافقني في هذه الرحلة مع أشهر تجربة الاقتراب من الموت للدكتور إبين ألكسندر.

ما معنى تجربة الاقتراب من الموت؟

تجربة الاقتراب من الموت هي ظاهرة لا تحدث إلا نادرا. تحصل أثناء الحوادث الخطيرة أو في غرفة العمليات. تلك اللحظة التي يوشك من تعرضوا لهذه الحوادث على الموت يرون أنفسهم يمرون بأحداث وأماكن مختلفة، منهم من يصفها بأنها أماكن جميلة ومنهم من يصفها بأنها أماكن مخيفة و مؤلمة. رصد الأطباء من مختلف الثقافات و في مختلف بقاع العالم هذه الظاهرة التي تكلم عنها مرضاهم و كانت تلك التجارب متشابهة كثيرا بحيث يستحيل أن تكون هلوسة أو رؤى النوم.

أكثر هذه الأحداث تطابقا هو مرور الشخص بنفق أبيض أو مظلم، ثم يصل إلى نور أبيض. ثم تختلف فيما بعد الأحداث التي يعيشونها و الأماكن التي يرونها. لا يوجد تفسير علمي للظاهرة ولكن بعض العلماء حاول تفسيرها على أنَّ العقل الباطن هو من يفتعل تلك الأحداث وتلك الأماكن لتسهيل عملية الموت. غير أن تجربة الطبيب إبين ألكسندر تقول العكس تماما. سنكتشف سويا هذه التجربة في الفقرات الموالية.

من هو إبين ألكسندر – Eben Alexander  ؟

إبين ألكسندر – Eben Alexander

إبين ألكسندر الثالث (من مواليد 11 ديسمبر 1953 في شارلوت بولاية نورث كارولينا) هو جراح أعصاب أمريكي. اشتهر بأنه مؤلف كتاب تجربة الاقتراب من الموت المثيرة للجدل، “إثبات الجنة: رحلة جراح أعصاب إلى الحياة الآخرة”.
ألكسندر هو الابن المتبنى لعائلة من العلماء والمحامين والأطباء. تلقى تعليمه في أكاديمية فيليبس إكستر (دفعة 1972)، وجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل (1975)، وكلية الطب بجامعة ديوك (دكتوراه في الطب،1981). كان ألكسندر متدربًا في الجراحة العامة في المركز الطبي بجامعة ديوك، وكان مقيمًا في مستشفى جامعة ديوك العام في نيوكاسل(المملكة المتحدة). وكان مساعدًا باحثًا مقيمًا في مستشفى بريجهام للنساء ومستشفى ماساتشوستس العام، وهو حاصل على اعتماد من كلية الجراحين الأمريكية. قام ألكساندر بالتدريس في المركز الطبي بجامعة ديوك، ومستشفى بريجهام للنساء، وكلية الطب بجامعة هارفارد، وكلية الطب بجامعة ماساتشوستس، وكلية الطب بجامعة فيرجينيا. لاقى كتاب “إثبات الجنة” انتشارا عالميا كبيرا و انتقادات قوية في الوسط العلمي و الطبي الأمريكي.

إثبات الجنة: رحلة جراح أعصاب إلى الحياة الآخرة

“إثبات الجنة: رحلة جراح أعصاب إلى الحياة الآخرة”، إنه العنوان المثير لكتاب لقي من القبول بنفس ما لقي من الرفض. أهمية الكتاب تكمن في المستوى العلمي لصاحبه. إبين ألكسندر رجل علمي، أخصائي جراحة الأعصاب. بعد سنوات طويلة من انفصال والديه و تخليهما عنه في طفولته، اكتشف إبين ألكسندر Eben Alexander صدفة أنهما عادا لبعضهما و تزوجا و أنجبا أطفالا آخرين دون أن يعلم بذلك أبدا. كانت تلك صدمة كبيرة جعلته يعتقد أن ما حصل له هو بسبب أن الله لا يحبه، تسبب ذلك في اضطراب فكرة الدين في نفسه، رغم محاولاته الكثيرة لتحسين علاقته بالله لكنها لم تنجح.

ما هي فكرة الكتاب ؟

في الكتاب يقول المؤلف أنه مر بتجربة قريبة من الموت أثناء إصابته بالتهاب السحايا البكتيري الذي أدخله في غيبوبة في عام 2008. و وفقا له، فإن تجربته تثبت أن الوعي مستقل عن الدماغ. وأن الموت هو مرحلة انتقالية، وأن أبدية الروعة الكاملة تنتظرنا في الحياة الآخرة. ومنذ صدور الكتاب ألقى محاضرات في جميع أنحاء العالم. اعتبارًا من 21 سبتمبر 2014، كان دليل السماء أو “إثبات الجنة” على قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا لمدة 97 أسبوعًا.

تداعيات الكتاب

كانت لهذه التجربة أثرا عميقا على قناعات الكاتب و كانت قصة التحول في حياته، كجراح أعصاب آمن دوما بالقناعة العلمية التي تقول أن الوعي يظل مستمرا حتى بعد توقف القلب و تأكيد الموت الاكلينيكي، ثم يتلاشى الوعي للأبد مع تلاشي خلايا الدماغ الخاصة بالذاكرة و العواطف. لكن تجربته أتبثث العكس. اليوم في أمريكا، يستمر الدكتور إبين ألكسندر في دراسات الوعي، و يرعى مسابقات علمية تطالب بأفضل دليل على بقاء الوعي البشري بعد الموت الجسدي الدائم.

بدأ كل شئ عند إصابة إبين ألكسندر بالتهاب السحايا البكتيري الشديد. تضررت قشرة دماغه المسؤولة عن الوعي، مع ذلك و دون أي تفسر منطقي كان واعيا أكثر من أي وقت مضى . لقد وصل إلى مستوى من الوعي لم يظن أبدا أنه ممكن حتى تخيله. لقد عاد من تلك التجربة بقناعات قلبت كل يقينه السابق. و ذلك على مستويين:

  • المستوى الطبي أو العلمي: أدرك أن الوعي مستقل عن الدماغ. حتى بعد موت الإنسان و تلف الدماغ فإن الإنسان الميت يظل واعيا بطريقة مختلفة بعيدا عن الجسد. و هذا بالنسبة له دليل صادم. فالوعي يظل حيا حتى بعد الموت و تلاشي الدماغ تماما.
  • المستوى الروحي: عاد من التجربة مؤمنا كل الإيمان بوجود الله، و الملائكة و الآخرة. و أن الموت هو فعلا مرحلة انتقالية إلى عالم آخر حقيقي جدا أكثر من عالم الحياة التي نعرفها.

بعد هذه الشهادات في كتابه المترجم إلى مختلف لغات العالم، انهالت عليه انتقادات ساخرة و سيل من المقالات من إحدى المجلات العلمية و التي حاولت تجريده من الأهلية العلمية، و وصفه بالتزييف و خلق حكايات خيالية لإتباث فرضية الوعي المستقل عن الدماغ.
رد على تلك المجلة قائلا: ” “لقد كتبت وصفًا صادقًا لتجربتي في دليل الجنة واعترفت في الكتاب بإنجازاتي المهنية والشخصية وإخفاقاتي، و أنا أقف إلى جانب كل كلمة في هذا الكتاب وجعلت هذه الرسالة هدف حياتي“.

من أقوال الدكتور إبين ألكسندر

Dr. Eben Alexander
  • النفوس أبدية.
  • إن التجارب المستمرة مع أحبائنا الذين تركوا المستوى المادي يمكن أن تكون أكثر راحة وطمأنينة لأبدية اتصالات أرواحنا، وأرواحنا التي نحبها بشدة وهي تعبر هذا العالم، فنحن لسنا وحدنا أبدًا.
  • الوعي يمكن أن يوجد بشكل مستقل عن الدماغ، وهو ما يتحدى تمامًا مبادئ العلم التقليدي (ما قبل الكم) وافتراضه بأن العالم المادي فقط هو الموجود.
  • إن مشاكل عالمنا ترجع إلى حد كبير إلى الشعور الزائف بالانفصال المتأصل في نظام معتقداتنا المادية السائد.
  • الروح موجودة ولا تعتمد على الدماغ المادي للتعبير الواعي.
  • العلم مجبر على أخذ الحياة الآخرة على محمل الجد.

خلاصة: بين كل تجارب الاقتراب من الموت، كانت تجربة الدكتور إبين ألكسندر أكثر شهرة، و أكثر تعرضا للانتقاد في بلاده. غالبا ما لا يلتفت الأطباء إلى تجارب مرضاهم الذين غالبا ما يكونوا أناسا عاديين. لكن الدكتور إبين ألكسندر لم يكن عاديا، لقد كان جراحا للدماغ و يعرف مجال طب الأعصاب، لهذا كان كتابه مزلزلا للمبادئ العلمية التقليدية. آمل أن تفتح لك هذه المقالة نافذة واسعة إلى عالم السماء، و ربما إن كنت فقدت شخصا عزيزا، ستجد العزاء في هذا الكتاب الذي يؤكد أن الراحلين لا يموتون نهائيا، إنهم يعيشون بوعي كامل و أن الانفصال معهم جسديا و مؤقتا، و أن هناك يوم آخر للقاء بهم.

ما مدى فائدة هذا المقال؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 2

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يضع تقييم.

خديجة يكن

قصاصة وروائية. كاتبة مقالات. مغربية أبدية، حالمة أبدية، أشارككم أفضل ٱكتشافاتي في مختلف المجالات الخاصة بالمغرب. بفضل هذا الموقع يمكنك أن تجد مقالات مثل الخطط الجيدة. تابعني في شغفي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى